لقد استحوذ النقاش بين سوي وسولانا على اهتمام المهتمين بالعملات المشفرة، مما أثار مناقشات حول نقاط القوة لكلا سلسلتي الكتل من حيث الأداء وقابلية التوسع. في حين أن كل منهما يتمتع بقدرات مثيرة للإعجاب، إلا أن تقنياتهما الأساسية وآليات التوافق والأنظمة البيئية تختلف بشكل كبير. سولانا، المعروفة بنموذج التوافق الفريد الخاص بها، كانت منذ فترة طويلة منافسًا قويًا بين بدائل إيثيريوم وشبكات الطبقة الأولى. على الرغم من ذلك، فقد واجهت صعوبات في السيطرة الكاملة على مساحات الويب 2 والويب 3. في غضون ذلك، تظهر سوي كمنافس قوي، متحدية سولانا بهندستها المبتكرة وترقياتها الأخيرة.

تُحتفى بسولانا لنظامها البيئي المتوسع ورسوم المعاملات المنخفضة وكفاءتها العامة. ومع ذلك، يبدو أن نهج سوي الجديد يدفع سولانا إلى الارتقاء، مقدمًا منافسة قوية. في هذه المقالة، سنستكشف الاختلافات الرئيسية بين سوي وسولانا، مسلطين الضوء على اختلافاتهما التقنية وما يميزهما في مشهد سلسلة الكتل المتطور باستمرار، وسنرى ما إذا كانت سوي حقًا "قاتلة سولانا".

مقارنة أساسية بين سوي وسولانا

لطالما عُرفت سولانا بسرعة معاملاتها الاستثنائية، مدعومة بآلية توافق إثبات التاريخ (PoH) المبتكرة. من خلال وضع طابع زمني للمعاملات قبل أن يؤكدها المصادقون، تحقق سولانا كفاءة مثيرة للإعجاب، حيث تتعامل مع ما يصل إلى 65,000 معاملة في الثانية مع وقت كتلة يبلغ 400 مللي ثانية فقط.

ومع ذلك، فإن سوي تعيد تشكيل المشهد التنافسي بسرعة بنهجها الثوري. باستخدام نموذج يركز على الكائنات لمعالجة المعاملات المتوازية، تدعم شبكة سوي، اعتبارًا من 31 يوليو، 125,000 معاملة مذهلة في الثانية - أي ما يقرب من ضعف سولانا ومنصات الويب 2.0 مثل فيزا، التي تصل إلى حوالي 65,000 معاملة في الثانية. وصل الحد الأقصى النظري لإنتاجيتها إلى 297,000 معاملة في الثانية. هذا يضع سوي ليس فقط كأسرع منصة سلسلة كتل متاحة، ولكن أيضًا الأكثر قابلية للتوسع، مما يشير إلى تحول محتمل في التسلسل الهرمي لسلسلة الكتل من الطبقة الأولى.

مقارنة سوي وسولانا: قصة التركيز الاجتماعي مقابل النظام البيئي المتنوع

ومع ذلك، تختلف الأمور عندما يتعلق الأمر بتطبيقات سلسلة الكتل. يبدو أن سوي تركز بشدة على الجوانب الاجتماعية، مع كون بقية بنيتها التحتية غير متطورة. بخلاف ذلك، يبدو أن هناك القليل جدًا من النشاط الجوهري. وفقًا لفريق أرتميس، فإن مشاركة المستخدمين على المنصة تدور بشكل أساسي حول التفاعلات الاجتماعية.

عند مقارنة سوي بسولانا، هناك اختلافات واضحة. تمتلك سولانا نطاقًا أوسع بكثير من التطبيقات اللامركزية (dApps) والوظائف، بما في ذلك:

نشاط التبادل اللامركزي (DEX)
نشاط التمويل اللامركزي
التحويلات من محفظة إلى محفظة
الرموز غير القابلة للاستبدال (NFTs)
الجسور
العملات المستقرة
البنية التحتية
الألعاب
القيمة القابلة للاستخراج من قبل المعدنين (MEV)

يوفر هذا التنوع ميزة كبيرة لسولانا من حيث الاتساع. في المقابل، لا تزال سلسلة سوي في مراحلها الأولى وتفتقر إلى هذه المجموعة الأوسع من التطبيقات. يبدو أن معظم النشاط الحالي على سوي يدور حول الميزات الاجتماعية، ولكن من غير الواضح كيف سيتطور هذا بمرور الوقت مع نضج المنصة.

مقارنة سوي وسولانا: تجربة المستخدم والمجتمع

تتمتع سولانا بميزة واضحة عندما يتعلق الأمر بتجربة المستخدم. يفيد أولئك الذين هم على دراية بكلا المنصتين أن سولانا أكثر بديهية وأنيقة وسهلة الاستخدام بكثير. عند محاولة التعامل مع البورصات اللامركزية (DEXs) أو إعداد محفظة جديدة، تميل العملية على سوي إلى أن تكون أكثر إرهاقًا. أبلغ المستخدمون عن إحباطات، خاصة بالمقارنة مع التجربة الأكثر سلاسة الموجودة على سولانا.

أيضًا، تعرض المجتمع المحيط بسوي للانتقاد، حيث عبر البعض عن عدم رضاهم عن تجربتهم. أعرب بعض أعضاء المجتمع النشطين عن إحباطهم بعد أن تم تضليلهم إلى زراعة رموز سوي لأشهر، فقط لتلقي لا شيء في المقابل. خلق هذا الشعور بـ "الخداع" خيبة أمل، وردد آخرون في المجتمع هذه المشاعر.

هناك أيضًا مخاوف من أن ارتفاع ظهور سوي قد يتأثر بقيام المؤسسة بدفع أموال للمؤثرين لترويج المنصة، وهي ممارسة شائعة في مجال العملات المشفرة. ومع ذلك، لا يزال من غير الواضح ما إذا كان هذا النهج التسويقي قد دفع بشكل فعال إلى تبني حقيقي.

مقارنة سوي وسولانا: الدعم المؤسسي

في عالم العملات المشفرة، حتى السلاسل الأكثر تقدمًا تقنيًا أو كفاءة يمكن أن تفشل بدون تبني قوي. يمكن أن تتمتع سلسلة الكتل برسوم منخفضة وسرعة عالية وتكنولوجيا مبتكرة، ولكن بدون المستخدمين، تصبح هذه الفوائد عديمة الفائدة. تواجه سوي تحديات في هذا المجال، حيث تفتقر إلى الجاذبية الأوسع و"الالتصاق" الذي يشجع المستخدمين على البقاء والتفاعل مع نظامها البيئي. ببساطة، لدى سوي عدد أقل من "المتاجر" أو التطبيقات اللامركزية (dApps) لاستكشافها، مما يجعلها أقل جاذبية للمستخدمين بمرور الوقت.

من ناحية أخرى، نجحت سولانا في وضع نفسها كرائدة في التبني المؤسسي. لقد حصلت على شراكات ودعم كبيرين من لاعبين رئيسيين مثل سيتي بنك وفيزا وسترايب وفان إيك. ساهمت هذه المؤسسات في سمعة سولانا كسلسلة الكتل الرائدة من الطبقة الأولى (L1) من حيث تدفق الأموال، بخلاف البيتكوين. يمنح هذا الدعم المؤسسي القوي سولانا ميزة كبيرة في المشهد التنافسي للعملات المشفرة.

ميزة سولانا: الابتكار والتبني مقابل الإمكانات الناشئة لسوي

تستفيد سولانا من تقنيتها المتطورة، بما في ذلك مبادرة فاير دانسر، التي تم إثباتها بالفعل. هناك مشروع آخر، يحمل الاسم الرمزي "بايلوت فيش"، قيد التطوير ويهدف إلى دفع قدرات معالجة المعاملات في سولانا إلى مليون معاملة في الثانية (TPS). في حين أن هذا الرقم لا يزال نظريًا، فإن سولانا تستعد للطلب المستقبلي، على الرغم من عدم وجود طلب كافٍ على الكتل حاليًا يتطلب مثل هذه الإنتاجية العالية.

في النهاية، يكمن نجاح أي سلسلة كتل في قدرتها على تقديم منتجات وخدمات يرغب المستخدمون في التفاعل معها. يوفر تركيز سولانا على ملاءمة المنتج للسوق والتطبيقات اللامركزية الملتصقة وعالية الطلب أساسًا صلبًا للحفاظ على مشاركة المستخدم. في المقابل، لا تزال سوي تبحث عن موطئ قدم لها، مع حالات استخدام محدودة ونظام بيئي أقل نضجًا.

في الوقت الحالي، يضع مزيج سولانا من الشراكات المؤسسية وتجربة المستخدم المتفوقة والجاهزية التكنولوجية في موقع الريادة في هذا المجال، بينما لا يزال على سوي القيام ببعض العمل للحاق بالركب.

هل سوي على وشك التفوق على سولانا؟

حققت شبكة سوي إنجازًا كبيرًا بتجاوزها مليار دولار في إجمالي القيمة المقفلة (TVL) في أقل من عامين منذ إطلاق شبكتها الرئيسية، حيث وصلت إلى 1.049 مليار دولار في 3 أكتوبر. يمثل هذا زيادة ملحوظة بنسبة 206٪

هل سوي حقًا "قاتل سولانا" في معركة الطبقة الأولى؟