جذبت الثروة الهائلة العديد من المستثمرين إلى سوق العملات المشفرة، وطغت العوائد المرتفعة لتداول العقود الآجلة على المخاطر. وعلى عكس سوق الأسهم، لا توجد حدود للارتفاع/الانخفاض في تداولات العملات المشفرة. بالإضافة إلى ذلك، يظل السوق مفتوحًا على مدار 24 ساعة يوميًا، مما يجعل الارتفاعات/الانخفاضات الحادة أمراً طبيعياً. وبالتالي، يواجه متداولو العملات المشفرة كلاً من الفرص والتحديات.

في سوق العملات المشفرة، تأتي العقود الآجلة، وهي نوع من المشتقات المالية، مع نظام هامش يضاعف الأرباح/الخسائر من خلال الرافعة المالية. مقارنة بالتداول الفوري، يعد تداول العقود الآجلة أكثر خطورة وأكثر ربحية في نفس الوقت. ومع ذلك، فقد تم تحذيرنا في حالات لا تحصى من أن التداول المبني على المشاعر وحدها لن يؤدي إلا إلى الخسائر. لتحسين نسبة الربح، يجب على متداولي العقود الآجلة وضع مجموعة مخصصة من الاستراتيجيات لفتح الصفقات. وعليه، سنقدم اليوم بعض الاقتراحات العامة حول فتح الصفقات في ثلاث مراحل (قبل/أثناء/بعد فتح الصفقة).

قبل فتح الصفقة: إدارة الأصول السليمة

يجب ألا يقتصر الأمر على امتلاك العملات المشفرة والـ USDT في حسابك، بل يجب أيضاً الاحتفاظ باحتياطي من الأموال في مكان آخر تحسباً لظروف السوق القصوى. يجب ألا تتجاوز قيمة الأموال في حساب العقود الآجلة الخاص بك 50% من إجمالي الأموال التي تمتلكها. علاوة على ذلك، يجب ألا تتجاوز قيمة كل صفقة تفتحها 10% من الأموال الموجودة في حساب العقود الآجلة الخاص بك. يقلل هذا النهج بشكل فعال من مخاطر التداول ويترك أموالاً كافية لمساعدتك في إدارة الأحداث غير المتوقعة.

عند فتح الصفقة:

التحكم في تكرار التداول: يؤثر التداول المتكرر للعقود الآجلة على عقلية المتداول، ويقلل من احتمالية الربح، ويزيد من تكلفة التداول. يمكن أن تكون رسوم المعاملات باهظة للغاية حيث تتراكم على المدى الطويل.
تحديد سعر جني الأرباح/وقف الخسارة: بعد وضع الصفقة، تحتاج إلى تحديد سعر جني الأرباح/وقف الخسارة في أقرب وقت ممكن، خاصة سعر وقف الخسارة. من الصعب التنبؤ بالقمة والقاع في سوق العقود الآجلة، كما أن تحديد سعر وقف الخسارة المناسب يتيح لك إعادة الاستثمار في العقود الآجلة بالأموال المتبقية حتى إذا اخترت الاتجاه الخاطئ.
التعامل مع النصائح بحذر: قد يشك بعض المتداولين في قراراتهم بعد معرفة اتجاهات التداول المختلفة التي يتبناها ما يسمى بـ "خبراء التداول" أو الأصدقاء من حولهم. هذه الشكوك غير منطقية لأنه لا أحد، بما في ذلك وارن بافيت، يفوز دائماً في سوق الاستثمار. إذا فتحت صفقة بناءً على قرار عقلاني، فلا داعي لتغيير رأيك.

بعد فتح الصفقة:

تجنب الطمع: على الرغم من أن الطمع جزء من الطبيعة البشرية، يجب عليك كبح جماح الطمع للفوز في تداول العقود الآجلة. عند تحقيق الأرباح، يجب عليك جني الأرباح في الوقت المناسب وتأمينها؛ عندما تتجاوز الخسائر 10% من إجمالي قيمة المركز، لا تتردد في إغلاق مركزك في أقرب وقت ممكن نظراً لأن المخاطر كبيرة، ويمكنك دائماً فتح مركز آخر عندما يكون التوقيت مناسباً. لا تثق في حظك. أظهرت التجارب المؤلمة للعديد من المستثمرين أن السير عكس اتجاه السوق لن يؤدي إلا إلى مزيد من الخسائر وفي النهاية التصفية الإجبارية.
مراجعة صفقاتك: يجب أن تتعلم من الصفقات التي أكملتها ومن السوق، سواء جلبت أرباحاً أو خسائر. ثم من المهم مواصلة تحسين عقلية التداول واستراتيجياتك حتى تتناسب مع أسلوب التداول والتكتيكات الخاصة بك، مما سيحسن من تحمل الأخطاء.

بالنظر إلى أن تكتيكات التداول تختلف بين المستخدمين بمستويات مختلفة من المعرفة، فإن الاقتراحات المذكورة أعلاه بسيطة ومناسبة للمستثمرين العاديين، وخاصة المبتدئين الذين بدأوا للتو في تداول العقود الآجلة. يتطلب تداول العقود الآجلة الكثير من التعلم. كما يقولون، التجربة خير معلم. للاستمرار في الربح من العقود الآجلة، تحتاج إلى وضع الصفقات والتداول باستمرار وإنشاء مجموعة مخصصة من استراتيجيات التداول للتغلب على عدم اليقين في السوق.

* لا يمكن الاعتماد على ما سبق كنصيحة استثمارية.